تهدف الدورة لتمكين المُتدرِّب من التعبير عن المَوقف الفلسفي بحُرِّية وأريحية، إذ لا يهمُّ في الفلسفة الجواب بقدر ما يهمُّ السؤال ومُخرجاته، ونقصد أن التدريب على الكتابة الفلسفية ليس الهدف منه تكوين كاتب فلسفي، وإنما الغاية الكبرى منه هي إبراز مقام التفلسف، ولعل إيمانويل كانط حدد هذا الهدف في قوله: “نحن لا نريد أن نتعلم الفلسفة، ولكن نريد أن نتعلم كيف نتفلسف“. إن أهل الاختصاص يعترضون على تلك التَّسمية الاصطناعية التي فرضها قانون سوق المعرفة المتمثل في العرض والطلب، إذ لا توجد كتابة فلسفية بالمعنى الرسمي والاحترافي، فالفلسفة لا يمكن أن تكون حرفة أو صناعة، وإلا فقدت جوهرها الحقيقي، فليس الفيلسوف الموصوف بالكتابة فقط، بل الفيلسوف هو الذي يستطيع الظهور والاختلاف، وعندئذ يمكن للطبيب والشاعر أن يكونا فيلسوفَيْن أكثر من مدرس الفلسفة والمتخصص فيها.
